في ضوء الارتفاع المتواصل في درجات الحرارة، خاصة في مناخ المملكة العربية السعودية، أطلق الدكتور محمد الأحمدي، أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة طيبة، تحذيرات قوية من خطورة الحرارة العالية على صحة الإنسان، مشدد على أن "الحر أخطر من البرد" بشكل واضح ولا يستهان به، لا سيما في البيئات الصحراوية شديدة الجفاف.
أيهما أخطر .. حر أم برد السعودية
ويبرز الدكتور الأحمدي، في حديثه إلى برنامج "من السعودية" على القناة السعودية، جوانب طبية وفسيولوجية دقيقة حول كيفية تأثير الحرارة المرتفعة على أعضاء وأجهزة الجسم، موضح أنها ليست مجرد مسألة شعور بعدم الراحة، بل قد تصل إلى حدود مهددة للحياة، خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة كالأطفال وكبار السن.
الموارد البشرية تحدد مدة إجازة اليوم الوطني السعودي 95 للقطاع العام والخاص والمدارس
من اليوم السفر بين جدة والدمام تحول لنزهة لا تستغرق أكثر من عدة ساعات
صندوق الاستثمارات يكشف عن حصة السعودية في أكبر الشركات الامريكية
مقارنة قيمة استهلاك الكهرباء بين تكييف شباك وتكييف سبيلت وفق أسعار الكيلو واط للاستهلاك المنزلي في السعودية
الحرارة العالية
أكد الدكتور الأحمدي أن التعرض للحرارة المفرطة يؤدي إلى اضطراب فسيولوجي حاد داخل الجسم، حيث تبدأ الخلايا بالتضرر تدريجي، ويصاب الجهاز العصبي والتنفسي والدوري بإجهاد كبير، ما يزيد من احتمالات الإصابة بضربات الشمس أو نوبات الحرارة، بل وحتى الوفاة في بعض الحالات الشديدة.
وأوضح أن جسم الإنسان أكثر تأثر بالحرارة من البرد، فبينما يستطيع الجسم التعامل مع البرودة بشكل أفضل، فإن التعرض للحر يتطلب طاقة إضافية لمحاولة التكيف، وهو ما يجهد الأجهزة الداخلية بصورة أكبر.
وأضاف: "الحرارة الزائدة تخرق التوازن الداخلي وتربك نظام الجسم بالكامل، وتؤدي إلى استنزاف السوائل والأملاح، مما قد يفضي إلى مشكلات صحية خطيرة".
إحصائيات مقلقة
من أبرز ما أشار إليه الأحمدي أن أغلب حالات الوفاة المرتبطة بالمناخ في منطقتنا تحدث نتيجة التعرض المفرط للحرارة وليس للبرد.
وأوضح قائلا: "من النادر جدا أن تحدث حالات وفاة بسبب البرد في بيئتنا، حتى عندما تنخفض درجات الحرارة إلى 15 أو 16 مئوية، بينما تتسبب الحرارة المرتفعة في ما يزيد على 99% من هذه الحالات".
وأشار إلى أن العالم يشهد حالات وفاة جماعية في الدول الأوروبية عندما ترتفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، رغم امتلاك هذه الدول لبنية تحتية متقدمة، فكيف بدول ذات مناخ صحراوي حاد كالمملكة العربية السعودية.
التكيف الحراري
لفت الدكتور الأحمدي إلى أن جسم الإنسان يمتلك قدرة فطرية مذهلة على التكيف مع تقلبات المناخ، إلا أن هذه القدرة تحتاج إلى وقت.
الجزء الذي لم ينتبه له الكثيرون في قميص النصر الجديد الذي صممته اديداس
قرارات سعودية جديدة تقضي على التدخين في المملكة
الصحة السعودية تكشف سبب فحص اللياقة الطبية للطلاب والحالات التي تؤثر على قبول الطالب بسبب كشف اللياقة
حساب المواطن يعلن وقف صرف الدعم عن هذه الفئات من المستفيدين من شهر سبتمبر القادم لسبب غير متوقع
فعملية التأقلم الكامل مع درجة حرارة منطقة معينة تستغرق ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وأي تغيير مفاجئ في المناخ، خصوصا من البارد إلى الحار، يمكن أن يربك آلية التكيف، ويؤدي إلى مضاعفات صحية مؤذية.
وبين أن ارتفاع الحرارة لا يعد تحدي فقط على المدى القصير، بل هو عامل بيئي ضاغط يهدد الصحة العامة إذا لم يتم التعامل معه بشكل علمي ووقائي.
حرارة الغرفة وتأثيرها على النوم
من الجوانب التي تناولها الدكتور الأحمدي في حديثه، أهمية درجة حرارة الغرفة في تحديد جودة النوم.
وأشار إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن تجاوز درجة حرارة الغرفة 21 درجة مئوية يجعلها "حارة جدا"، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، مثل الاستيقاظ المتكرر والتعرق الليلي والقلق.
وفي المقابل، فإن انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون 15 درجة مئوية يجعل الغرفة "باردة جدا"، ما يتسبب في توتر عضلي واضطراب في دورة النوم الطبيعية، وتوصي الدراسات بأن المدى الأمثل لدرجة حرارة غرفة النوم يتراوح بين 15 و21 درجة مئوية.
درجة الحرارة المثالية للنوم العميق
اختتم الدكتور محمد الأحمدي حديثه بتوصية دقيقة تعتمد على أبحاث فسيولوجية معتمدة، مؤكد أن درجة الحرارة المثلى لنوم عميق وصحي هي 18 درجة مئوية، فهي توفر توازن حراري يساهم في استرخاء الجسم وتنشيط وظائفه الحيوية أثناء النوم.
وأوضح أن ضبط حرارة الغرفة بهذا الشكل لا يسهم فقط في تحسين نوعية النوم، بل ينعكس إيجابا على الحالة النفسية والمزاجية، وعلى القدرة على التركيز والإنجاز خلال النهار.
ضرورة نشر التوعية البيئية والصحية
يشكل هذا الحديث العلمي رسالة توعية لكل أفراد المجتمع بأهمية التحكم في التعرض الحراري، واتخاذ الاحتياطات في الفصول الحارة، سواء من خلال البقاء في أماكن مكيفة، أو شرب كميات كافية من الماء، أو تخفيف النشاط البدني في ساعات الذروة.
وفي ظل تغيرات المناخ المتسارعة، تصبح التوعية الصحية بالمخاطر البيئية ضرورة لا ترف، خصوصا في الدول ذات الطقس الحار والجاف، حيث تكمن التحديات في التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو اعتيادية، ولكنها تحمل آثار كبيرة على الصحة العامة.