9 مليار دولار أضافها الوليد بن طلال الى ثروته خلال عدة شهور فقط وخبراء يكشفون عن السبب

9 مليار دولار أضافها الوليد بن طلال الى ثروته خلال عدة شهور فقط
  • آخر تحديث

في مشهد يعكس كيف يمكن لفكرة واحدة، وإن بدت بسيطة في ظاهرها، أن تحدث تحولات هائلة في عالم المال والاستثمار، كشف الأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال عن السر غير المتوقع الذي ساهم في تضخم ثروته بمقدار 9 مليارات ريال سعودي خلال عام واحد فقط، أي ما يعادل نحو 2.39 مليار دولار أمريكي.

9 مليار دولار أضافها الوليد بن طلال الى ثروته خلال عدة شهور فقط

هذه القفزة المالية الاستثنائية لم تكن نتاج صفقة تقليدية أو وراثة مفاجئة، بل ولدت من لحظة تأمل عابرة أثناء احتساء القهوة.

لحظة الإلهام

في حديث إعلامي نادر، روى الوليد بن طلال كيف بدأت القصة حين كان يحتسي كوب من القهوة مساء في منزله في العاصمة الرياض، ليخطر بباله فجأة تصور لمشروع غير مسبوق.

لم يكن يدرك حينها أن تلك الفكرة البسيطة، التي بدت كخيال عابر، ستتحول لاحقا إلى واحدة من أعظم الاستثمارات العقارية في تاريخ المملكة.

قال الأمير: "لم أكن أفكر بالعوائد المالية حينها، بل كنت مشغول بعظمة الفكرة وأثرها الرمزي والوطني"، مشير إلى أن رؤيته لم تكن فقط في بناء صرح معماري، بل في خلق مركز استثماري عالمي يضع المملكة في مصاف الدول التي تحتضن أعلى المعالم العمرانية.

من الفكرة إلى التنفيذ

تحوّلت الفكرة إلى خطة مدروسة خلال وقت قصير، فبادر الوليد إلى تكليف فريق من الخبراء لإجراء دراسة تفصيلية حول إمكانية إنشاء أطول برج في العالم على سواحل مدينة جدة.

وبعد مراجعة النتائج والمخططات، بدأ فعليًا بتنفيذ المشروع الذي سيعرف لاحقا بـ برج جدة.

ويتوقع أن يتجاوز ارتفاع البرج 1000 متر، ليكون بذلك الأعلى عالمي، ومن المنتظر أن تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي، أي ما يقارب 5.8 مليار ريال سعودي.

استئناف العمل بعد توقف طويل

كان المشروع قد مر بتحديات عديدة، من أبرزها مشكلات تمويلية أدت إلى توقفه لفترة زمنية طويلة، إلا أن الأمير الوليد أعلن في بداية العام 2024 عن استئناف العمل رسميا، مؤكدًا أن الإنجاز الكامل للبرج سيستغرق 48 شهر فقط.

وقد أوضح أن خطة العمل الجديدة تعتمد على صب دور كامل كل يومين، ما يعكس الجدية والسرعة التي يتعامل بها فريق المشروع لضمان الانتهاء ضمن المدة المحددة.

التأثير غير المباشر

لم تكن عوائد المشروع مقتصرة على البرج نفسه، بل امتدت لتشمل المحيط الجغرافي بأكمله.

حيث كشف الأمير الوليد أن قيمة الأراضي والعقارات المجاورة للمشروع شهدت ارتفاع كبير في الأسعار، بعد أن بدأ المستثمرون بالتهافت عليها، مما أدّى إلى تضاعف قيمتها السوقية.

وقد استفادت من هذا الارتفاع إحدى شركاته المدرجة في البورصة السعودية، والتي تمتلك النصيب الأكبر من تلك الأراضي، ما ساهم بشكل مباشر في رفع إجمالي صافي ثروته بمقدار 9 مليارات ريال خلال فترة وجيزة.

من 56 إلى 65 مليار ريال

بحسب التصريحات، فإن القيمة الإجمالية لثروة الوليد بن طلال قفزت من قرابة 56 مليار ريال سعودي إلى نحو 65 مليار ريال مع نهاية عام 2024.

وهذه الزيادة الكبيرة لم تكن ناتجة عن نشاط تقليدي في الأسواق أو الأسهم، بل جاءت نتيجة قرارات استثمارية استراتيجية مبنية على رؤية مستقبلية فريدة.

الاستثمار الذي يجمع بين الطموح والرؤية الوطنية

أكد الوليد بن طلال أن الهدف من بناء البرج لم يكن ربحي بحت، بل كان يحمل بعد رمزي ووطني يعكس طموح المملكة في عهدها الحديث، كما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تحويل المدن السعودية إلى مراكز حضرية عالمية تُنافس كبريات العواصم الدولية.

وأشار إلى أن المشروع يمثل أيضا رمز للتفوق العمراني والاقتصادي، وأنه يأمل أن يصبح برج جدة علامة معمارية خالدة في سجل إنجازات المملكة.

قصة ملهمة في عالم المال

تعد قصة الوليد بن طلال مثال حي على أن النجاح المالي لا يعتمد فقط على الثروة الموروثة أو المشاريع التقليدية، بل على الرؤية الثاقبة والقدرة على استشراف الفرص وتحويل اللحظات البسيطة إلى مشاريع عملاقة.

إنها درس في الاستثمار والإلهام والجرأة، تلخص كيف يمكن لفنجان قهوة أن يحمل في طياته فكرة تغير معالم الثروة.