السعودية: زيادة في مرتبات العاملين في 43 مهنة بنسبة تصل 50%

زيادة في مرتبات العاملين في 43 مهنة بنسبة تصل 50%
  • آخر تحديث

في إطار التوجه الوطني لتعزيز فرص التوظيف للمواطنين ورفع نسب التوطين في القطاعات الحيوية، أعلنت وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية عن زيادة الدعم المالي ضمن منتج "دعم التوظيف" المقدم من صندوق تنمية الموارد البشرية، والذي يستهدف العاملين في 43 مهنة سياحية، إلى جانب الأنشطة المرخصة من قبل الوزارة.

زيادة في مرتبات العاملين في 43 مهنة بنسبة تصل 50% 

وقد تم رفع نسبة الدعم من 30% إلى 50%، ما يمثل نقلة نوعية في الجهود الحكومية الرامية إلى تمكين الكوادر الوطنية وتأهيلها للعمل في القطاع السياحي المتنامي.

مبادرة "أهلها"

تندرج هذه الخطوة ضمن إطار برنامج "أهلها"، الذي أطلقته وزارة السياحة بهدف تأهيل وتمكين الكوادر الوطنية للعمل بكفاءة في المجال السياحي.

ويعد البرنامج أحد الركائز الأساسية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، من خلال إعداد جيل من السعوديين والسعوديات المؤهلين معرفي ومهني لتلبية احتياجات السوق السياحي المحلي والدولي، برنامج "أهلها" لا يقتصر على تقديم دعم مالي مباشر فحسب، بل يتضمن أيضا:

  • دورات تدريبية مكثفة ومتخصصة في مجالات الضيافة، الإرشاد السياحي، التسويق، وإدارة الفعاليات.
  • فرص تدريبية داخل المملكة وخارجها، بهدف نقل الخبرات وتوسيع آفاق المشاركين.
  • شراكات مع مؤسسات تعليمية عالمية لتوفير محتوى تدريبي عالي الجودة.

هذه المنظومة التدريبية تسهم في رفع الجاهزية المهنية للكوادر السعودية، وجعلها الخيار الأول لأصحاب الأعمال في القطاع السياحي.

أهداف القرار الجديد

تأتي زيادة نسبة الدعم إلى 50% لتخدم مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تنسجم مع توجهات التنمية الوطنية، ومن أبرز هذه الأهداف:

  • تعزيز جاذبية وظائف القطاع السياحي لدى المواطنين والمواطنات.
  • تحقيق الاستقرار الوظيفي للكوادر الوطنية من خلال تحمل الدولة جزء من رواتبهم.
  • رفع معدل التوطين في المهن السياحية، والتي كانت في السابق تعتمد إلى حدّ كبير على العمالة الوافدة.
  • تحفيز أصحاب الأعمال على استقطاب المواهب الوطنية وتفضيلها على العمالة الأجنبية.

وبذلك، فإن هذه الحزمة من المبادرات تحدث تأثير مباشر في بنية سوق العمل السياحي، وتسرع عملية إحلال الوظائف بما يتوافق مع طموحات المملكة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والخبرة المحلية.

دور صندوق تنمية الموارد البشرية

يمثل صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) أحد الشركاء الرئيسيين في هذه المبادرة، من خلال تقديم منتج "دعم التوظيف" الذي يهدف إلى تقليل الأعباء المالية على أصحاب العمل، وتحقيق الاستدامة في التوظيف، عبر المساهمة بنسبة كبيرة من رواتب الموظفين الجدد، ويقوم الصندوق من خلال هذا المنتج على:

  • دعم جزء من الأجور الشهرية للموظفين في القطاع الخاص.
  • تحفيز أصحاب المنشآت على استقطاب وتوظيف المواطنين بدلا من الاعتماد على العمالة الأجنبية.
  • توفير بيئة عمل أكثر استقرار تشجع على الإنتاجية وتقلل من معدلات دوران الموظفين.

هذا التكامل بين وزارة السياحة والصندوق يعكس رؤية موحدة تهدف إلى تنمية رأس المال البشري الوطني، باعتباره العمود الفقري لأي قطاع اقتصادي مزدهر.

أنشطة مشمولة في المبادرة

تغطي المبادرة الجديدة 43 مهنة سياحية مرخصة من وزارة السياحة، وتشمل العديد من التخصصات والوظائف الحيوية مثل:

  • موظفي الاستقبال والإرشاد السياحي.
  • مديري وموظفي الفنادق والمنتجعات.
  • موظفي وكالات السفر والسياحة.
  • منسقي الفعاليات والمؤتمرات والمعارض.
  • الطهاة والكوادر العاملة في قطاع الأغذية والمشروبات.

إن هذا التنوع في المهن المشمولة يعزز من شمولية المبادرة، ويفتح الباب أمام عدد كبير من الباحثين عن عمل من المواطنين والمواطنات للالتحاق بهذه الوظائف بدعم مباشر من الحكومة.

خطوة مستقبلية نحو سياحة سعودية مستدامة يقودها أبناء الوطن

في ظل النمو المتسارع الذي يشهده قطاع السياحة في المملكة، تأتي هذه الخطوة كواحدة من أبرز المبادرات المحفزة على الاستثمار في الكفاءات الوطنية.

وبتوفير دعم مالي يصل إلى نصف الراتب، وتدريب نوعي شامل، فإن المملكة ترسم طريق واضح نحو بناء صناعة سياحية محلية مزدهرة يقودها المواطنون بكفاءة واحترافية.

ومن المنتظر أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية، ليس فقط من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات، بل أيضا عبر تقديم تجربة سياحية فريدة يقودها كفاءات وطنية مدرّبة ومتمكنة.