لأسباب أمنية .. الخطوط الجوية السعودية توقف جميع رحلاتها لهذه العواصم العربية حتى إشعار أخر

الخطوط الجوية السعودية توقف جميع رحلاتها لهذه العواصم العربية حتى إشعار أخر
  • آخر تحديث

في خطوة تعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه قطاع الطيران في المنطقة. 

الخطوط الجوية السعودية توقف جميع رحلاتها لهذه العواصم العربية حتى إشعار أخر 

أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية وبشكل رسمي التوقف التام والدائم عن تسيير رحلاتها الجوية إلى أربع عواصم عربية تمر بظروف أمنية حرجة وغير مستقرة، وهي:

  • صنعاء (اليمن)
  • الخرطوم (السودان)
  • دمشق (سوريا)
  • طرابلس (ليبيا)

وقد جاء هذا الإعلان بناء على تقارير وتوصيات صادرة عن الجهات السعودية المختصة، وفي إطار تقييم شامل يستند إلى معايير السلامة الجوية الدولية.

معايير أمنية صارمة تحدد أولويات التشغيل الجوي

بحسب ما أكدته مصادر مسؤولة داخل الشركة، فإن هذا القرار لم يكن وليد اللحظة، بل جاء بعد مراجعات أمنية دورية دقيقة أجرتها الخطوط السعودية بالتعاون مع هيئات الطيران المدني المختصة، محلي ودولي.

ويهدف القرار بشكل رئيسي إلى ضمان أمن وسلامة الركاب وأطقم الطيران في المقام الأول، خاصة في ظل تصاعد المخاطر الأمنية وتفاقم النزاعات المسلحة في عدد من المناطق التي تشمل هذه العواصم.

غياب السيطرة الجوية وانتشار الفوضى العسكرية

تشير التقارير الميدانية إلى أن بعض هذه المدن أصبحت تصنف ضمن المناطق الحمراء عالية الخطورة من حيث أمن الطيران، نتيجة لتدهور مستويات السيطرة الجوية، وانتشار الفوضى، واندلاع مواجهات عسكرية في محيط المطارات.

ويعني ذلك أن عمليات الإقلاع والهبوط باتت محفوفة بالمخاطر، خاصة مع غياب البنية التحتية الداعمة لضمان ملاحة جوية آمنة ومنظمة.

تقييمات دولية وتحذيرات مسبقة من هيئات الطيران

وكانت هيئة الطيران المدني السعودية قد أصدرت خلال الأشهر الماضية عدة تحذيرات وتقييمات رسمية تحذر من تصاعد التهديدات التي تهدد سلامة الرحلات الجوية في هذه المناطق، وقد استندت هذه التحذيرات إلى تقارير موثوقة صادرة عن منظمات الطيران الدولية، وعلى رأسها منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، والتي شددت على ضرورة تفادي التشغيل في أجواء غير مستقرة.

الخطوط السعودية

في سياق متصل، أكدت الخطوط الجوية السعودية التزامها التام بـ حقوق عملائها المتأثرين بهذا القرار، موضحة أنها ستقوم بإعادة المبالغ المدفوعة بالكامل للحجوزات المتأثرة، كما ستوفر خيارات لإعادة جدولة الرحلات إلى وجهات بديلة، متى ما توفرت الإمكانية بحسب التطورات الأمنية في المنطقة.

ودعت الشركة جميع المسافرين إلى متابعة قنواتها الرسمية المعتمدة للبقاء على اطلاع بالتحديثات والمستجدات المتعلقة بجدول الرحلات وقرارات التشغيل المستقبلية.

استئناف الرحلات مشروط باستقرار الأوضاع وعودة الأمن

شددت الشركة على أن استئناف الرحلات إلى هذه العواصم الأربع لن يكون مطروح إلا عند تحقق شرطين رئيسيين:

  • عودة الأمن والاستقرار السياسي والعسكري في المناطق المعنية
  • توفر بيئة تشغيلية آمنة تراعي معايير السلامة الدولية للطيران المدني

وأكدت الخطوط السعودية أن قرارها مرهون فقط بالحفاظ على الأرواح، وليس له أي أبعاد سياسية أو اقتصادية.

انسجام مع السياسات العالمية لقطاع الطيران

يتماشى هذا القرار السعودي مع خطوات مماثلة اتخذتها شركات طيران دولية رائدة حول العالم، والتي علقت رحلاتها إلى وجهات خطرة بناء على توصيات مباشرة من المنظمات الدولية للطيران، والتي تشدد على أن التشغيل في بيئة مضطربة يعد انتهاك لمعايير السلامة الجوية وتهديد مباشر لأمن الطواقم والمسافرين.

إرث طويل من الربط العربي الجوي

من المهم التذكير بأن الخطوط الجوية السعودية كانت من أوائل الناقلات العربية التي بادرت منذ تأسيسها عام 1945 بفتح خطوط جوية مباشرة نحو العواصم العربية الكبرى، وقد أسهمت بذلك في تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي والسياحي بين المملكة وبقية الدول العربية.

وقد كانت صنعاء ودمشق والخرطوم وطرابلس على مدى عقود بمثابة جسور تواصل تاريخية، قبل أن تتوقف الرحلات بسبب الاضطرابات المستمرة.

التوقف خيار مسؤول لا مفر منه

يأتي قرار وقف الرحلات كخيار اضطراري ومسؤول، في ظل التغيرات الخطيرة التي تمر بها المنطقة. وهو يعكس نضج في إدارة المخاطر، والتزام بمبادئ الطيران الآمن، دون المساس بقيم الانفتاح والتواصل التي لطالما ميّزت سياسة الخطوط الجوية السعودية.

وفي انتظار أن تعود الطائرات لتحلق في سماء هذه المدن من جديد، يبقى الأمل معقود على عودة السلام والاستقرار إلى الدول العربية الشقيقة، حتى تعود الحياة إلى مطاراتها وتستأنف الرحلات في أجواء آمنة ومستقرة.