مفاجأة في سعر جرام الذهب والريال السعودي بعد ساعات فقط من نهاية المواجهات في الخليج وهذه هي الأسعار الجديدة للذهب في المملكة

مفاجأة في سعر جرام الذهب والريال السعودي بعد ساعات فقط من نهاية المواجهات في الخليج
  • آخر تحديث

في تحول لافت شهدته أسواق المال العالمية، تراجع سعر الذهب بشكل ملحوظ ليسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، وذلك عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وهو ما أدى إلى تهدئة التوترات الجيوسياسية التي لطالما دعمت أسعار المعدن الأصفر بوصفه ملاذ آمن في فترات الأزمات.

مفاجأة في سعر جرام الذهب والريال السعودي بعد ساعات فقط من نهاية المواجهات في الخليج

الإعلان المفاجئ عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران أحدث تحول نوعي في المزاج الاستثماري العالمي.

حيث انعكس انخفاض منسوب المخاطر السياسية على أداء الذهب، الذي كان قد شهد في الأسابيع السابقة طلب قوي من قبل المستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

فمع بداية استقرار الأوضاع الإقليمية، بدا واضح أن الأسواق قد أعادت توجيه بوصلتها الاستثمارية بعيد عن الذهب، مفضلة الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل الأسهم والسندات، وهو ما أسهم في دفع أسعار الذهب للانخفاض بشكل حاد.

مؤشرات الأسعار العالمية

شهدت الأسواق العالمية هبوط ملموس في أسعار الذهب، حيث انخفض سعر الأونصة في التداولات الفورية بنسبة تقارب 0.9% ليستقر عند 3,338 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 11 يونيو.

كما هبطت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.2% لتبلغ 3,352 دولار، ما يعكس فتور ملحوظ في شهية المستثمرين نحو هذا المعدن النفيس في المرحلة الحالية.

السوق السعودية تتأثر مباشرة

كان للتراجع العالمي صدى فوري في السوق السعودية، حيث شهدت الأسعار المحلية انخفاض ملموس، فقد تراجع سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى نحو 286 ريال، بعدما كان قد تجاوز 294 ريال في الأيام السابقة.

أما جرام الذهب من عيار 21، والذي يحظى بإقبال واسع في السوق السعودية، فقد انخفض إلى 250 ريال مقارنة بنحو 258 ريال الأسبوع الماضي.

هذا التراجع السريع في الأسعار دفع بالتجار والمستهلكين إلى حالة من التريث والترقب، خاصة في ظل دخول موسم الأعراس والعطلات الصيفية.

الفضة تشارك الذهب التراجع

لم يكن الذهب وحده من تأثر بتغير المزاج الاقتصادي، بل انضمت الفضة أيضا إلى قائمة الخاسرين، حيث سجلت انخفاض بنسبة تقترب من 1% في الأسواق العالمية.

ويعزى ذلك إلى عودة المؤشرات العالمية للارتفاع، مما خفف الحاجة إلى التحوط من المخاطر عبر المعادن الثمينة.

وقف إطلاق النار قلب المعادلة وأسقط عنصر القلق

يرى عدد من المراقبين الاقتصاديين أن الاتفاق السياسي بين إسرائيل وإيران أزاح غمامة كانت تلقي بظلالها على الأسواق، وهو ما أدى إلى تراجع جاذبية الذهب كمأوى آمن في فترات الاضطراب.

وقد أكدوا أن التحول الحاصل لا يعني بالضرورة نهاية صعود الذهب، لكنه يعكس تغيير مرحلي في سلوك المستثمرين، مشيرين إلى أن عودة التوترات أو عدم استقرار الاتفاق قد تعيد إشعال فتيل الطلب من جديد.

ترقب لشهادة جيروم باول

في ظل هذه الأوضاع، يتجه أنظار المستثمرين حاليا إلى شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أمام الكونغرس، إذ من المتوقع أن يقدم إشارات مهمة بشأن مستقبل أسعار الفائدة.

تعد أسعار الفائدة من أهم المؤثرات على حركة الذهب، إذ أن انخفاضها يؤدي إلى تراجع العوائد على الدولار، ما يدعم ارتفاع أسعار الذهب نتيجة لزيادة جاذبيته كأداة للتحوط من التضخم أو لحفظ القيمة.

مؤشرات فنية

من الناحية الفنية، تظهر التحليلات البيانية أن الذهب يواصل تحركه ضمن قناة هبوطية، مع وجود مستوى دعم حاسم عند 3,320 دولار.

وإذا تم كسر هذا المستوى، فقد يتجه السعر نحو 3,300 دولار أو أقل، مما قد يفتح المجال أمام مزيد من التراجعات ما لم تتغير المعطيات السياسية أو الاقتصادية.

الأسواق الخليجية الأخرى

أما في بقية دول الخليج، فقد سجلت تراجعات متفاوتة في أسعار الذهب، لا سيما في الإمارات وقطر، لكنها لم تكن بنفس الحدة التي شهدتها السوق السعودية.

ويعود ذلك إلى الاختلافات في البنية الضريبية والطلب المحلي، بالإضافة إلى اختلاف المواسم التجارية في تلك الدول.

نصائح للمستثمرين

في ظل الغموض الذي يلف المشهد الاقتصادي والسياسي، ينصح خبراء الاستثمار في المملكة العربية السعودية بعدم التسرع في شراء الذهب على المدى القصير، بل الانتظار حتى تتضح الصورة بشكل أكبر، سواء من حيث استقرار وقف إطلاق النار أو اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية.

ومع ذلك، يشيرون إلى أن الذهب لا يزال يعد خيار استثماري موثوق على المدى الطويل، خصوصا في ظل استمرار معدلات التضخم العالمية وتقلّبات الأسواق المالية، ما يجعل من التراجعات الحالية فرصة لبناء مراكز شراء مستقبلية بأسعار أقل.