السعودية تكشف عن المشروع المعجزة الذي سيختصر مدة السفر بين الدمام وجدة لعدة ساعات فقط

السعودية تكشف عن المشروع المعجزة الذي سيختصر مدة السفر بين الدمام وجدة
  • آخر تحديث

كشفت المملكة العربية السعودية عن تفاصيل مشروع وطني ضخم يوصف بـ"المعجزة الهندسية"، يهدف إلى ربط مدينة الدمام في المنطقة الشرقية بجدة على ساحل البحر الأحمر، من خلال طريق بري سريع يمتد لمسافة تتجاوز 1100 كيلومتر، ويتضمن مسارات مزدوجة وعدة جسور وأنفاق حديثة تمر عبر تضاريس متنوعة تشمل الصحارى والجبال.

السعودية تكشف عن المشروع المعجزة الذي سيختصر مدة السفر بين الدمام وجدة

ويتوقع أن يختصر المشروع مدة السفر بين المدينتين من أكثر من 13 ساعة حاليًا إلى نحو 7 ساعات فقط عند اكتماله.

رؤية وطنية للنقل البري الحديث

يمثل هذا المشروع أحد أعمدة استراتيجية المملكة في تطوير قطاع النقل البري وتعزيز الربط اللوجستي بين موانئها الشرقية والغربية، بما يتماشى مع أهداف "رؤية السعودية 2030" التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي لوجستي.

ووفقا لتصريحات رسمية، فإن المشروع سيسهم في تسهيل حركة البضائع بين الميناء الصناعي في الدمام وميناء جدة الإسلامي، كما سيدعم حركة التنقل البري للركاب بين أهم مدينتين اقتصاديتين في المملكة.

تفاصيل مسار الطريق والبنية التحتية المتطورة

سيبدأ الطريق الجديد من الدمام مرور بالأحساء ثم يتقاطع مع طريق الرياض – الطائف – الباحة، قبل أن يصل إلى مشارف مدينة جدة.

ويتضمن المشروع أكثر من 15 جسر رئيسي، بالإضافة إلى أنفاق يتم تنفيذها لعبور بعض التضاريس الوعرة، ويدمج التصميم أحدث تقنيات الطرق الذكية بما في ذلك نظم مراقبة الحركة المرورية وأنظمة الاتصالات اللاسلكية المرتبطة بالمركبات.

وقد تم تحديد سرعة القيادة على معظم أجزاء الطريق بـ140 كيلومتر في الساعة، مما يعزز من قدرة المسافرين على قطع المسافة بين الدمام وجدة في وقت قياسي مقارنة بالمسارات الحالية.

تكلفة المشروع والجهات المنفذة

تشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة المشروع تتجاوز 45 مليار ريال سعودي، وهو ما يعكس ضخامة العمل المطلوب لتجهيز البنية التحتية ونقل المواد عبر آلاف الكيلومترات.

ويشارك في تنفيذ المشروع عدد من الشركات الوطنية بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة في البنية التحتية والنقل، ضمن إطار نقل الخبرات وتوطين التقنيات الحديثة.

وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل متعددة، حيث تبدأ المرحلة الأولى في أواخر عام 2025، ومن المتوقع أن ينجز الطريق بالكامل بحلول عام 2030، على أن يتم افتتاح كل جزء فور الانتهاء من أعماله، لبدء تشغيله تدريجي.

أثر اقتصادي وتنموي واسع النطاق

يتوقع خبراء أن يسهم المشروع في تنشيط الحركة التجارية والسياحية بين المناطق الشرقية والغربية، فضلا عن تخفيف الضغط على الطرق البديلة الحالية.

كما سيفتح آفاق استثمارية جديدة في المناطق التي سيعبر منها، ما يحفز التنمية الحضرية في محافظات كانت بعيدة عن محاور النقل الرئيسة.

وإلى جانب الفائدة الاقتصادية، سيساعد المشروع في تعزيز الأمن الطرقي من خلال تقليل الحوادث على الطرق القديمة، التي كانت تشهد معدلات تصادم مرتفعة بسبب سوء البنية أو طول المسافة.

بهذا المشروع الطموح، تؤكد المملكة مجددا التزامها بتطوير بنية تحتية متقدمة تواكب متطلبات المستقبل، وتجعل من السعودية منصة إقليمية للنقل البري والخدمات اللوجستية.

الطريق الجديد بين الدمام وجدة ليس مجرد طريق، بل حلقة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب تمهد لتحول جذري في حركة النقل داخل المملكة.

المصادر