شروط الجمع بين وظيفتين في السعودية والتسجيل في التأمينات بالوظيفتين في نفس الوقت

شروط الجمع بين وظيفتين في السعودية
  • آخر تحديث

في ظل المتغيرات الاقتصادية المتسارعة، وانفتاح سوق العمل في المملكة العربية السعودية على مفاهيم جديدة من المرونة والتنوع، برزت قضية الجمع بين وظيفتين كأحد المواضيع التي أثارت الكثير من التساؤلات القانونية والتنظيمية.

شروط الجمع بين وظيفتين في السعودية 

وقد أوضح الخبير في الموارد البشرية والتطوير، الأستاذ صالح الديري، أن هذا الأمر ممكن من الناحية النظامية، بشرط احترام الضوابط واللوائح المعمول بها، خاصة تلك المتعلقة بعقود العمل المعتمدة لدى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.

إطار قانوني يتيح الجمع بين وظيفتين

أكد الديري أن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تسمح للموظف بأن يكون مسجل في أكثر من منشأة، وبالتالي العمل في وظيفتين أو أكثر، بشرط أن يتم ذلك في نطاق قانوني واضح وضمن العقود الرسمية المسجلة لدى التأمينات.

وتأتي هذه الإمكانية في سياق دعم المؤسسة لخيارات الموظفين المهنية، خاصة أولئك الذين يسعون إلى تحسين دخلهم أو تنمية مهاراتهم عبر فرص متعددة.

أهمية مراجعة عقد العمل الأول قبل أي خطوة إضافية

رغم إتاحة هذا الخيار، إلا أن الأستاذ الديري شدد على ضرورة العودة إلى بنود عقد العمل الأول، لأن بعض العقود تتضمن شرط صريح بضرورة "التفرغ التام"، وهو ما يعني عدم جواز الارتباط بأي وظيفة أخرى إلا بعد الحصول على موافقة خطية من صاحب العمل الأساسي.

ويعد هذا الشرط ملزم قانوني، وقد يؤدي تجاهله إلى مخالفات قد تصل إلى الفصل من الوظيفة أو إنهاء العلاقة التعاقدية بشكل غير مرضي.

عقد العمل الأول هو المرجع الأساسي في العلاقة الوظيفية

أوضح الديري أن العلاقة بين الموظف وصاحب العمل الأول هي المرجعية النظامية التي يحتكم إليها في أي خلاف أو نزاع، وبالتالي فإن مخالفة بنود هذا العقد خاصة ما يتعلق بالتفرغ الوظيفي قد يترتب عليه آثار قانونية كبيرة، قد تتضمن فسخ العقد دون تعويض، أو حرمان الموظف من بعض الحقوق التأمينية.

تسجيل الوظائف لدى التأمينات شرط أساسي لتنظيم العلاقة القانونية

أشار المتخصص إلى أن بعض الموظفين يباشرون أعمال إضافية دون تسجيلها رسميا، مما يعد مخالف للأنظمة. وشدد على أن التسجيل في التأمينات الاجتماعية يعد أمر جوهري، لأنه يضمن حفظ الحقوق، ويساعد في توثيق العلاقة التعاقدية بطريقة نظامية، خاصة في حال نشوء نزاع أو مطالبة بحقوق لاحقا.

الحد الأعلى للأجور المشمولة في الاشتراك التأميني

فيما يخص سقف الرواتب الذي يخضع للاشتراك لدى المؤسسة، أوضح الديري أن الحد الأقصى للأجر الذي يتم احتساب الاشتراك عليه هو 45,000 ريال سعودي.

وفي حال تجاوز دخل الموظف هذا المبلغ عبر أكثر من منشأة، فإن الأجر يقسم بين هذه المنشآت وفقا لنسب الرواتب المستحقة في كل منها.

هذا التوزيع لا يؤثر على إجمالي الدخل الذي يتقاضاه الموظف، لكنه يحدد المبلغ المعتمد في حسابات التأمينات والمعاشات.

تفصيل مكونات الأجر الخاضع للاشتراك

لفت الأستاذ الديري إلى أن الأجر الذي يحتسب على أساسه الاشتراك الشهري في نظام التأمينات يشمل فقط الراتب الأساسي وبدل السكن.

أما بقية البدلات، مثل بدل النقل أو بدل المواصلات أو أي حوافز مالية أخرى، فتدخل ضمن بند "الأجور الأخرى"، ولا تعتمد كأساس لحساب الاشتراك التأميني.

التوعية الوظيفية

اختتم الديري حديثه بالتأكيد على أهمية تثقيف الموظف نفسه بنظام العمل والتأمينات، وفهم بنود العقود التي يوقع عليها، وعدم الاكتفاء بالتوقعات أو الفهم العام.

فالكثير من الإشكالات القانونية التي تقع لاحقا يكون سببها عدم قراءة العقود أو جهل الموظف بحقوقه والتزاماته.

وشدد على أن وعي الموظف هو خط الدفاع الأول لضمان علاقة تعاقدية مستقرة، سواء في وظيفة واحدة أو أكثر، وأن التواصل مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في حال وجود أي استفسار هو الخيار الأفضل لتفادي الأخطاء النظامية.

التوازن بين الطموح المهني والالتزام النظامي

إن التمكين من العمل في أكثر من وظيفة يعكس مرونة سوق العمل السعودي وتوجهه نحو دعم الكفاءات وتحقيق الاستفادة المثلى من المهارات البشرية.

ومع ذلك، فإن هذه المرونة يجب أن تسير جنب إلى جنب مع الالتزام بالأنظمة، واحترام العقود، وتوثيق العلاقات الوظيفية، لضمان مستقبل مهني آمن ومستقر.